قضية "رو ضد ويد" (Roe v. Wade) هي واحدة من أكثر القضايا القانونية إثارة للجدل وأهمية في تاريخ الولايات المتحدة. تعود القضية إلى أوائل السبعينيات عندما رفعت نورما مكورفي، المعروفة بالاسم المستعار "جين رو"، دعوى قضائية ضد هنري ويد، المدعي العام لمقاطعة دالاس
بدأت القضية في عام 1970 عندما كانت نورما مكورفي، حاملًا وترغب في إنهاء حملها. في ذلك الوقت، كانت قوانين تكساس تمنع الإجهاض إلا في الحالات التي تهدد حياة الأم. استندت "رو" في قضيتها إلى الادعاء بأن هذه القوانين كانت غير دستورية لأنها انتهكت حقها في الخصوصية الذي يكفله التعديل الرابع عشر للدستور الأمريكي.
في 22 يناير 1973، أصدرت المحكمة العليا الأمريكية حكمها التاريخي في القضية، حيث قضت بأن القوانين التي تحظر الإجهاض دون مراعاة لمرحلة الحمل أو حالة الأم الصحية تنتهك الحق في الخصوصية المكفول بموجب التعديل الرابع عشر. جاء الحكم بقرار 7-2 لصالح "رو"، مما أسفر عن إبطال القوانين التي تقيد الإجهاض في العديد من الولايات الأمريكية.
أقرت المحكمة أن للمرأة الحق في الإجهاض خلال الثلث الأول من الحمل، ومنحت الحكومة بعض الصلاحيات لتنظيم الإجهاض في الثلث الثاني من الحمل، وأجازت للولايات فرض قيود أكبر في الثلث الأخير من الحمل.
قضية "رو ضد ويد" لم تكن نهاية الجدل حول حقوق الإجهاض في الولايات المتحدة. بل استمر النقاش القانوني والسياسي حول هذه القضية لعقود، حيث حاولت العديد من الولايات سن قوانين جديدة لتقييد الإجهاض، وتم تحدي هذه القوانين في المحاكم. وفي السنوات الأخيرة، شهدت البلاد محاولات مكثفة لإعادة النظر في هذا القرار
في يونيو 2022، ألغت المحكمة العليا الأمريكية قرار "رو ضد ويد" في قضية "دوبرز ضد جاكسون لصحة المرأة"، مما أعاد القدرة على تنظيم أو حظر الإجهاض بشكل مستقل
لا توجد تعليقات حتى الآن، رأيك يهمنا!
كن أول من يشارك أفكاره ويبدأ المحادثة. نحن متحمسون لمعرفة رأيك!